سيلا 2022 : الأمير عبد القادر “علامة” ومفكر” كتب في الشعر والفلسفة والفكر والتصوف

 أجمع أكاديميون وباحثون بالجزائر العاصمة على أن الأمير عبد القادر (1808- 1883) “علامة” و “مفكر” تميز بكتاباته في الشعر والحكمة الفلسفة والفكر والمواعظ والتصوف.

وقال الأمين العام للمجلس الإسلامي الأعلى، بومدين بوزيد، في ندوة نظمت في إطار فعاليات صالون الجزائر الدولي ال25 للكتاب، أن نصوص الأمير “تنوعت بين الشعر والحكمة الفلسفة والفكر والمواعظ و التصوف”، ضاربا المثل بمؤلفاته “المواقف” و”ذكرى العاقل وتنبيه الغافل” وكذا “المقراض الحاد”.

وأضاف، بومدين، أن نصوص الأمير عكست أيضا “تفتحه على الآخر” و “اطلاعه على تراث كبار العلماء والمتصوفة والمفكرين” كمحي الدين بن عربي والإمام أبو حامد الغزالي وأبي حسن الشاذلي وعبد الرحمن ابن خلدون بالإضافة لكتب المسيحيين والفلسفة اليونانية.

وعاد المتحدث إلى مسار الأمير وأهم المحطات التي أثرت في حياته كرجل حرب وأيضا كرجل علم وفكر ومعرفة وثقافة وتصوف على غرار إقامته باومبواز بفرنسا وأيضا ببروسة التركية التي كانت له بها “علاقة روحانية خاصة”.

واعتبر المتحدث في مداخلته أن المكانة الفكرية والثقافية والحضارية للأمير “يعكسها أيضا نضاله” فالأمير أقيمت له بيعتان من طرف علماء وفقهاء وتمت مراسلته من طرف كبار العسكريين ورجال الدين الفرنسيين كما دافع بكتاباته عن الإسلام في وجه المفكرين الفرنسيين والغربيين وهذا في إطار من “الفهم والاحترام”.

وختم بومدين بالقول أن عاصمة الأمير المتنقلة “الزمالة” كانت مؤثثة بدورها بالكثير من “الرموز التي عكست تراثه المعرفي والثقافي والديني” على غرار خيمته ومكتبته وأسلحته.

واعتبر من جهته الصحفي والباحث في التاريخ عمار بلخوجة، أن الأمير عبد القادر “علامة” و”مفكر” و”رجل إنسانية مثالي”، متطرقا لبدايات حياته بمعسكر وتمسكه وهو صغير بالدين والفكر والثقافة رغم الاستعمار الفرنسي.

وشدد بلخوجة، وهو أيضا عضو مؤسس لمؤسسة الأمير عبد القادر، أن الأمير “مدرسة، وضع أسس بناء الدولة الجزائرية كرجل حرب وأيضا كصاحب قلم وفكر وفلسفة ..”.

وعاد صاحب كتاب “الأمير عبد القادر، خصوم و معجبون”، الصادر حديثا، إلى مكتبة الأمير معتبرا أنها “أول مكتبة وطنية في الجزائر”، حيث كانت تضم الكثير من المراجع في الفلسفة والمنطق والتاريخ والفكر وغيرها ظل الأمير يجمعها لسنوات إلى أن خربها ونهبها الفرنسيون في 1943 “في إطار إبادتهم لكل ما هو جزائري”.

وعن المكانة الفكرية والحضارية للأمير قال بلخوجة أن الأمير “لما كان في باريس استقبل حوالي 300 من كبار الشخصيات الفرنسية من عسكريين وسياسيين ومثقفين الذين هموا للتعرف عليه، وقد كان يحاور الجميع في شتى المجالات من فلسفة وطب وفلك وجغرافيا وغيرها”.

الأكاديمي والناقد الأدبي من جامعة وهران، بشير بويجرة، لفت من جهته إلى أن الأمير “قاد صراعا من الهامش، كجزائري عربي إسلامي، على المركز بشقه الفرنسي خصوصا ..”، معتبرا أنه “شخصية عبقرية وفريدة، تغذت من العمق الجزائري الخالص ..”، مضيفا أن “المبايعة في حد ذاتها كانت فعل تأسيس للدولة الجزائرية الحديثة”.

وتختتم فعاليات صالون الجزائر الدولي ال25 للكتاب يوم الجمعة.

Exit mobile version