منوعات

هذا هو مرض الدفتيريا “الخناق”.. أعراضه وطرق الوقاية منه

الدفتيريا أو “الخُناق” هو عدوى بكتيرية خطيرة عادةً ما تصيب الغشاء المخاطي للأنف والحلق. وهو من الحالات النادرة نظرا لاتساع نطاق انتشار اللقاح المضاد له. غير أن العديد من البلدان التي تتسم بمحدودية منظومات الرعاية الصحية أو خيارات اللقاحات ما زالت تواجه معدلات مرتفعة من حالات الخناق.

أعراض مرض الدفتيريا أو الخناق

تبدأ مؤشرات وأعراض الخناق غالبًا خلال يومين أو 5 أيام من التقاط الشخص للعدوى. وتشمل مؤشرات المرض وأعراضه ما يلي:

ظهور غشاء سميك رمادي اللون يغطي الحلق واللوزتين

التهاب الحلق وبحَّة الصوت

تورم الغدد (تضخم العُقَد اللمفية) في الرقبة

صعوبة التنفُّس أو سرعته

الإفرازات الأنفية

الحُمّى والقشعريرة

الشعور بالتعب

لا تسبّب العدوى البكتيرية المسببة للخُناق لدى بعض الأشخاص سوى وعكة خفيفة، أو لا تظهر مؤشرات أو أعراض واضحة على الإطلاق. ويُطلق على الأشخاص الذين يحملون العدوى ولا يدركون مرضهم اسم “حاملي مرض الخناق”. وذلك لأنهم قد ينشرون العدوى دون أن يشعروا هم أنفسهم بالمرض.

خُنَّاق الجلد (الجلدي)

يمكن أن يؤثر النوع الثاني من الخناق في الجلد، ما يسبِب الشعور بالألم والاحمرار والتورُّم الشبيه بحالات عدوى الجلد البكتيرية الأخرى. وقد تشير القُرَح التي يغطيها غشاء رمادي الإصابة بخناق الجلد.

ورغم أن خناق الجلد أكثر شيوعًا في المناخات الاستوائية، يمكن أيضًا الإصابة به في الولايات المتحدة، وخصوصًا بين الأشخاص الذين لا يتبعون عادات النظافة الصحية ويعيشون في أماكن المزدحمة.

أسباب مرض الدفتيريا

تحدث الإصابة بالخناق بسبب بكتيريا الوتدية الخناقية. وعادةً ما تتكاثر البكتريا على سطح الحلق أو الجلد أو بالقرب منهما. وتنتشر البكتيريا الوتدية الخُنَّاقية عبر ما يلي:

القطرات المنقولة بالهواء. عندما ينبعث رذاذ من القطرات الملوَّثة من عطس أو سعال شخص موبوء، قد يستنشق الأشخاص القريبون منه الوتِدية الخُنَّاقية. ينتشر الخُنَّاق بهذه الطريقة بسهولة، وخصوصًا في الظروف المزدحمة.

الأدوات الشخصية أو المنزلية الملوَّثة. أحيانًا يُصاب الأشخاص بالخناق بسبب التعامل مع أغراض أحد الأشخاص المصابين بهذا المرض، مثل المناديل الورقية المستخدمة أو المناشف اليدوية التي قد تكون ملوثة بالبكتيريا.

وقد تنتقل البكتيريا المسببة للخناق عن طريق لمس جرح مصاب بالعدوى.

كما أن الأشخاص المصابين ببكتيريا الخناق والذين لم يخضعوا للعلاج يمكنهم نقل العدوى إلى الأشخاص الذين لم يحصلوا على لقاح الخناق، حتى إن لم تظهر عليهم أي أعراض.

عوامل الخطورة

تشمل الفئات الأكثر عُرضة لخطر الإصابة بالخناق ما يلي:

الأطفال والبالغون غير الحاصلين على اللقاحات المحدثة

الأشخاص القانطين في أماكن مزدحمة أو أماكن غير صحية

أي شخص يسافر إلى منطقة موبوءة بعدوى الخناق

نادرًا ما يظهر داء الخناق في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، حيث تلقى الأطفال هناك التطعيمات اللازمة المضادة للخناق منذ عقود. ومع ذلك، مازال داء الخناق شائعًا في بعض الدول النامية التي تنخفض فيها معدلات التطعيم ضد المرض.

في المناطق التي يكون فيها اللقاح ضد الخُناق إجراءً أساسيًا، يشكل هذا المرض عمومًا تهديدًا لمن لم يتلقوا ما يكفي من اللقاحات عند السفر خارج البلاد أو مخالطة أشخاص من الدول الأقل تقدمًا.

المضاعفات

قد يؤدي الخناق إذا تُرك دون علاج إلى ما يلي:

مشكلات في التنفس. قد تُفرِز البكتيريا المسبِّبة للخناق السموم. وتدمر هذه السموم الأنسجة الموجودة في منطقة الالتهاب، التي عادة ما تكون الأنف والحلق. ويكوّن الالتهاب في هذا المكان غشاءً سميكًا رمادي اللون، يتكوّن من خلايا ميتة وبكتيريا ومواد أخرى. ويمكن أن يعوق هذا الغشاء عملية التنفس.

تلَف القلب. قد تنتشر سموم الخناق عبر مجرى الدم وتلحق ضررًا بأنسجة أخرى في الجسم. فهي قد تضر على سبيل المثال عضلة القلب، مسببة مضاعفات مثل التهاب عضلة القلب (التهاب العضلة القلبية). وقد يكون تلَف القلب الناتج عن التهاب العضلة القلبية خفيفًا أو شديدًا. وقد يؤدي التهاب العضلة القلبية -في أسوأ حالاته- إلى فشل القلب والموت المفاجئ.

تلف الأعصاب. يُمكن أن تُؤدِّي السموم كذلك إلى تَلَف الأعصاب. وعادةً ما تستهدف أعصاب الحلق، حيث قد يُؤدِّي ضعف توصيل الأعصاب إلى صعوبة في البلع. قد تلتهب أعصاب الذراعين والساقين كذلك وتُسبِّب ضعف العضلات.

إذا أتلفت سموم الخناق الأعصاب التي تُساعد على التحكُّم بالعضلات التي تُستخدَم أثناء التنفُّس، فقد تُصاب هذه العضلات بالشلل. حينها، قد تحتاج جهازًا للمساعدة في عملية التنفُّس.

ومع تناوُل العلاج، يُشفى معظم المصابين بالخناق من هذه المضاعفات، إلا أن التعافي غالبًا ما يكون بطيئًا. الخناق مرض مميت ويسبب وفيات بنسبة تتراوح من 5 إلى 10 بالمائة في الوقت الحالي. وتزيد معدلات الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة وبين البالغين الذين تتجاوز أعمارهم 40 عامًا.

الوقاية من مرض الدفتيريا

كان الخناق من الأمراض الشائعة بين الأطفال الصغار قبل توفر المضادات الحيوية. في يومنا هذا، فليس فقط يُمكن علاج المرض، ولكن أيضًا يُمكن الوقاية منه بواسطة اللقاح.

يُصاحب لقاح الخُنَّاق عادة لقاحي الكُزاز والسعال الديكي (الشاهوق). ويعرف اللقاح الثلاثي بأنه لقاح للوقاية من الخُناق والكُزاز والسعال الديكي. تُعرف النسخة الأحدث من هذا اللقاح بلقاح الخناق والكزاز والسعال الديكي اللاخلوي للأطفال، واللقاح الثلاثي ضد الكزاز والخناق والسعال الديكي للمراهقين والبالغين.

لقاح الخناق والكزاز والسعال الديكي هو أحد لقاحات الأطفال التي يوصي بها الأطباء في الولايات المتحدة في مرحلة سن الرضاع. يطبق جدول التلقيح بتلقي المطعوم عن طريق الحقن 5 جرعات، وتُعطى عادة في الذراع أو الفخذ، ويُعطى للأطفال في الأعمار التالية:

عمر 2 شهران

عمر 4 أشهر

عمر 6 أشهر

من 15 إلى 18 شهرًا

من عمر 4 إلى 6 سنوات

يُعَدُّ لقاح الخُنَّاق فعَّالًا في الوقاية من الإصابة بالخُنَّاق. لكن قد تكون له بعض الآثار الجانبية. قد يُصاب بعض الأطفال بالحُمَّى البسيطة، أو الانفعال الشديد، أو النعاس، أو الإيلام عند لمس موضع الحقن بعد تَلَقِّي لقاح الخُنَّاق والكُزاز والسعال الديكي اللاخلوي عن طريق الحقن. عليكَ بسؤال الطبيب عما يُمكنكَ فعله لتقليل أو تخفيف هذه الآثار.

نادرًا ما تحدث مضاعفات. ففي حالات نادرة، يسبب لقاح الخُناق والكُزاز والسعال الديكي اللاخلوي مضاعفات حادة للطفل منها تفاعلات تحسسية (مثل ظهر الشرى أو الطفح الجلدي في خلال دقائق من الحقن) لكنها قابلة للعلاج.

قد لا يناسب لقاح الخناق والكزاز والسعال الديكي اللاخلوي بعض الأطفال، مثل مرضى الصرع أو حالات الجهاز العصبي المرضية الأخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى