مكسور

“توقفي عن رؤيته وإلا سأرحل”.. قصة حب مؤثرة صنعت أحزان أسرة

أول ما رأتها والدتها صفعتها بكف على وجهها، صعقت الفتاة من هذه المعاملة وأمام زميلها، ركضت إلى حضن والدها تبكي بحرقة وتعتذر منه وتخبره عن سبب تأخرها وأنها احتجزت داخل المدرسة دون قصد منها..

وأن هذا الشاب هو زميلها بالمدرسة وهو من استطاع مساعدتها، ولكن الأم أصرت على موقفها معتقدة بأنه حبيبها وأنها تأخرت لهذا الوقت بسببه.

حاولت الفتاة توضيح سوء التقديرمن والدتها غير أن والدتها صرخت في وجهها قائلة: “ولديك حبيب أيضا؟!”

قالت الفتاة: “يا أمي إنه صديق وقد ساعدني في مسشكلتي بصفته ابن عامل النظافة بالمدرسة”.

ذهلت والدتها واتسعت عيناها وقالت: “أتحبين ابن عامل النظافة؟!، دوما علمت أنكِ غبية وكل اختياراتكِ اختيارات غبية مثلكِ، إن رأيتكِ معه ثانية فسترين ما لا يسرك”.

نظرت والدتها لزوجها لائمة إياه: “انظر إلى الخطأ الذي اقترفته في تربيتها، لقد دللتها حتى أفسدتها وأفسدت أخلاقها”.

وفي الليل أثناء خلودها للنوم وجدت الفتاة نفسها تفكر في الشاب، ابتسمت ابتسامة خفيفة وخلدت للنوم.. وصباح اليوم التالي تاقت روحها للقياه، بحثت عنه بالمدرسة كاملة ولكنها لم تجده، فقررت الذهاب للمسرح وهناك بالفعل وجدته يتدرب على البيانو.

جلست بجواره تستمع لما يعزف، وفجأة التقطت صديقتها لهما صورا واستهزأت بالفتاة قائلة: هذه الصور ستنتشر بسرعة النار في الهشيم.

لم تتردد الصديقة الغيورة من نشر الصور على كل مواقع التواصل الاجتماعي ولم تنس على الإطلاق بأن ترسل هذه الصور أيضا لوالدة الفتاة الجميلة.

وما إن عادت الفتاة للمنزل حتى وجدت أمها في انتظارها وقد استشاطت غضبا، وما إن رأتها حتى صرخت في وجهها قائلة: “من الأفضل لكِ أن تتوقفي عن رؤية ذلك الشاب وإلا سأترككِ وأباكِ وأرحل بعيدا عنكما”.

ردت الفتاة غاضبة: “أعتقد أنه سيكون من الأفضل إن فعلتِ ذلك، سيكون حينها الكل مرتاح”.

ذهل والد الفتاة من طريقتها في التحدث لوالدتها، فقال لها: “ليس من اللطيف نهائيا محادثتكِ لوالدتكِ بهذه الطريقة وبهذه الكيفية، لم أربكِ على هذا مطلقا”.

نظرت الفتاة لوالدها وقد اغرورقت عيناها بالدموع قائلة: “ولكنها يا أبي طوال حياتي لم ترضَ عن أي تصرف أفعله أو أقوم به، إنها لم ترضَ حتى عن شكلي الذي وهبني الله إياه”!

 

كانت والدتها غاضبة منها كليا لذا تركتها مع والدها وخرجت، مكث والدها معها ليتحدث إليها قليلا…

والدها: “عليكِ أن تعديني بأنكِ ستبتعدين عن هذا الشاب نهائيا يا ابنتي”.

الفتاة: “يا أبي إنه مجرد صديق ليس إلا”.

والدها: “ولكنِ عليكِ أن تبتعدي عنه وألا تتحدثي إليه مجددا”.

في هذه المرة اصطف والدي ولأول مرة مع والدتي، وكان هذا أول طلب يطلبه مني والدي لأفعله لذا توجب علي أن أطيعه وألا أعصي له أمرا.

وفي اليوم التالي تجنبت الفتاة لقاءه نهائيا، ولكنها في طريق عودتها للمنزل اصطدمت به…

الشاب: “انتظري… أعلم أنكِ تتجنبينني لا تريدين التحدث لي ولا رؤيتي بأي مكان”.

فقالت الفتاة: “الأمر ليس كذلك، لقد منعاني والداي من ذلك”.

الشاب: “أتفهم ذلك، وأعدكِ بألا أسبب لكِ أية مشاكل بعد الآن”.

رحل الشاب ورأت الفتاة في عينه حزن دفين، ولكنها تذكرت كلمات والدها فلم تتحدث إليه وقتها؛ ولكنها بعد كثير من الأيام لاحظت غيابه عن المدرسة، فذهبت لشئون الطلبة وسألت عنه فعملت أن والده قد ترك الوظيفة وسحب أوراق ابنه من المدرسة.

استاءت لذلك الخبر حتى جاء اليوم الذي أوقفها فيه زملائها بالمدرسة يريدون أن يروها شيئا، وقد كان الشاب قد سافر خارج البلاد لإحدى المسابقات الغنائية وقد فاز بها وقام بتأليف وغناء أغنية للفتاة الجميلة معلناً من خلالها مدى حبه لها وتمنيها دونا عن غيرها من كل فتيات العالم.

علم جميع من بالمدرسة قصة حبهما، ولكن الفتاة الغيورة لعبت دورها المعتاد دور الشيطان الذي يعشق أن يظهر بدور الملاك، فأعلمت والدة الفتاة بالأغنية، وما إن شرعت والدتها في الصراخ في وجهها حتى أتاها اتصال يعلمها أن زوجها قد نقل للمستشفى حيث أنه أصيب بنوبة قلبية.

أمسكت بيد ابنتها وهرولت للمستشفى، أما عن الفتاة فلم تتحدث لوالدتها بكلمة واحدة وكانت تحمل في قلبها كل اللوم وتحمل والدتها سبب ما حدث لوالدها سندها الوحيد بهذه الحياة؛ لم تأكل شيئا وفي اليوم التالي ذهبت للمدرسة دون أن تتناول أو تأخذ نقودا.

وفي وقت الغداء بالمدرسة سكبت البنت الغيورة طعامها على الفتاة الجميلة لتهينها وتعبث معها، للصدفة رأتها والدة الفتاة فصرخت في وجهها وذهبت لمديرة المدرسة وقدمت شكواها إليها وفصلت الفتاة الغيورة عن المدرسة لمدة شهر عقابا على كل ما فعلت.

أما والد الفتاة فقد استعاد وعيه، وكانت في هذه الفترة تقربت والدتها منها فرأت محبة بإمكانها أن توزع على العالم بما حوى، أما عن والدتها فقد ساءها مرض زوجها.

مرت الأيام وفي حفل تخرج الطلبة من الجامعة كانت المفاجاة.. فقد أتاها الشاب من وتقدم للزواج بها بعدما اجتهد ليصبح ذا شهرة واسعة، ووافق والداها لأنه أثبت مدى صدق حبه لابنتهما الوحيدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى