ﺗﺰﻭﺟﺖُ ﺭﺟﻼً طيب المعشر، حسن الطباع.. لكن المفاجأة كانت ﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺯﻭﺍﺟﻨﺎ،
ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﺃﻧﻪ ﻳﺤﺐ ﻏﻴﺮﻱ ﻭﺃﻧﻪ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﻮﻟﻊ ﺑﻬﺎ.. ﻭﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ..
ﻗﻠﺖ ﻟﻪ: ﺃﺗﺤﺒﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻲ؟؟؟؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ…
بعد نقاش وجدال طويل.. لم يفصح لي زوجي من تكون حبيبته..
ﺗﺮﻛﻨﻲ ﻋﺮﻭﺳًﺎ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ !
ﻣﺮَّ ﺷﻬﺮٌ، ﻭﺍﺛﻨﺎﻥ، ﻭﺛﻼﺛﺔ، ﻭﺃﺭﺑﻌﺔ، ﻭﺧﻤﺴﺔ، ﻭﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ.. كنا نتواصل عبر الهاتف فقط.. ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺰﻭﺭﻧﻲ.
مرة ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺪﺛﻨﻲ ﺑﺎﻟﻬﺎﺗﻒ ﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﺃﻧﻨﻲ ﺣﺎﻣﻞ ﻭﺃﺣﺘﺎﺝ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺑﺠﺎﻧﺒﻲ،..فانا ﺃﻋﺎﻧﻲ ﺃﻣﺮﺍﺿًﺎ نفسية ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺤﻤﻞ، ﻭﺃﺣﺘﺎﺝ ﺭﻋﺎﻳﺔ..
إجاباته ﻛﺎنت ذاتها لم تتغير.. يتحجج بالقول: ﺇﻧﻪ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺯﻳﺎﺭﺗﻲ..
ﺗﺮﻛﻨﻲ ﺃﻣﺴﺢ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻟﻴﻞَ ﻧﻬﺎﺭ، ﻭﺃﺗﺠﺮﻉ ﺍﻟﺤﺴﺮﺍﺕ، ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﻤﺮ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺛﻨﻲ..
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﺪﺛﻨﻲ ﺃﺧﻔﻲ ﺩﻣﻮﻋﻲ ﻭﺻﻮﺗﻲ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺡ ﻭﺃﺗﻈﺎﻫﺮ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ..
ﻳﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺯﻭﺝ ﻳﺘﺮﻙ ﻋﺮﻭﺳﻪ ﻟﻴﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﻳﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺔ سمحت لزﻭﺟﻲ أن يتركني من أجل امراة ﺃﺧﺮﻯ.
ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ من الأيام ﻳﺮﻥ ﺟﺮﺱ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻓﺄﺳﺮﻋﺖ ﻷﺭﻓﻊ ﺍﻟﺴﻤﺎﻋﺔ ﻓﻴﺄﺗﻴﻨﻲ ﺻﻮﺕ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻳﻘﻮﻝ ( ﻓﻲ ﺟﺰﻉ ): ﺗﺠﻬﺰﻱ ﺳﺄﻣﺮُّ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻧﺎ ﻭﺃﻣﻚ لأﺧﺬﻙ..
ﺃﺟﺒﺘﻪ: ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ ؟ ! ﻓﻨﺤﻦ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻥ، ﻭﺯﻭﺟﻲ ﻗﺎﺩﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻟﻢ ﺗﻤﺮ ﺟﻤﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻮﻋﻲ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻛﻢ..
ﺗﻤﺘﻢ ﺃﺑﻲ ﻗﻠﻴﻼً ﻭﻗﺎﻝ: ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﺗﺠﻬﺰﻱ ﻭﺑﺲ ﻭﺃﻏﻠﻖ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ..
انتابني إحساس بأﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﺎ..
ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺑﻌﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺃﺧﻮ ﺯﻭﺟﻲ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻳﺴﻜﻦ ﻗﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻤﺮﺿًﺎ، ﻭﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻲ!!!
ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻣﺸﻲ ﻣﻊ ﺃﺑﻴﻚ ﻭﺍﺣﻤﻠﻲ ﻛﻞ ﺃﺩﻭﺍﺗﻚ، ﺛﻢ ﺑﻜﻰ ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ: ﻟﻤﺎﺫﺍ البكاء ﻳﺎ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻫﻞ ﻃﻠﻘﻨﻲ ﻣﺤﻤﺪ ؟ !
ﺃﻏﻠﻖ عبدالله ﺟﻮﺍﻟﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺠيبني..
ﺸﺮﻋﺖ ﺑﺠﻤﻊ ﺃﺩﻭﺍﺗﻲ ﻭﺩﻣﻮﻋﻲ ﻻﺗﺘﻮﻗﻒ ﺣﺰﻧًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻓﻌﻠﻪ ﺑﻲ.
ﻭﻓﻲ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﻩ ﻇﻬﺮًﺍ ﻃﺮﻕ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﻪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻣﻲ، ﻓﻘﻔﺰﺕ ﻓﻲ ﺣﻀﻦ ﺃﻣﻲ ﺷﺎﻛﻴﺔ…
ﺃﺭﺃﻳﺖ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﺎﺋﻦ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﺘﻪ ﻣﻌﻪ ﻳﻄﻠﻘﻨﻲ !!
ﺿﻤﺘﻨﻲ ﺃﻣﻲ ﻭﺑﻜﺖ ﺑﺤﺮﺍﺭﺓ ﻭﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﺗﺘﻜﻠﻢ..
ﻓﺘﺪﺧﻞ ﺃﺑﻲ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺍﺗﻮﻗﻌﻬﺎ..
ﺍﺣﺘﺴﺒﻲ ﻳﺎ ﺍﺑﻨﺘﻲ ﺯﻭﺟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ.. ﻓﻘﺪ ﺍﺳـًﺘُﺸﻬﺪ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻗﻮﻳﺔ في سبيل الله ﺧﺎﺿﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻐـ.ـﺰﺍﺓ ﺍﻟﻜـ.ـﻔﺮﺓ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﻳﺮ أرضنا..
ﺍﺑﺘﺴﻤﺖُ ﻭﺻﺤﺖُ… ﻳﻌﻨﻲ ﻟﻢ ﻳﻄﻠﻘﻨﻲ؟؟؟
ﻟﻢ ﻳﺬﻫﺐ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ؟؟؟ ﻟﻢ ﻳﺤﺐ امرأة ﺃﺧﺮﻯ ؟؟؟
ﻗﺎﻝ مبتسما: لا يا ابنتي ﻻ.. ﺯﻭﺟﻚ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻙ ﻷﻧﻪ ﻳﻌﺸﻖ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ، ﻭﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻚ ﺗﻔﻮﺡ ﻣﻨﻪ.. ﻭﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺍﺭﺗﺴﻤﺖ ﻋﻠى ﻣﺤﻴﺎﻩ ﻓﺍﺻﺒﺮﻱ ﻭﺍﺣﺘﺳﺒﻲ.
ﺗﻤﺎﻟﻜﺖُ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﻗﻠﺖ: ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻠﻠﻪ …
ﺩﺧﻠﺖ ﻏﺮﻓﺘﻲ ﻭﺍﻧﺘﺎﺑﺘﻨﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﻓﻲ ﭐﻥ ﻭﺍﺣﺩ !
إذن هذه حبيبة زوجي ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺠﺮﻧﻲ ﻷﺟﻠﻬﺎ..ﻭﺟﺪ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺸﻘﻬﺎ …
ﺗﺮﻙ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﻭﺩﻑﺀ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﻫﺪﻭﺀﻩ ﻟﻴﻨﺎﻡ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺑﺮﺩ ﺍﻟﻘﺎﺭﺹ، ﻭﻳﺮﺍﺑﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﺨـ.ـﻨﺎﺩﻕ ﺗﺤﺖ ﺯﺧﺎﺕ ﺍﻟﺮﺻـ.ـﺎﺹ ﻭﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻘـ.ـﺬﺍﺋﻒ ﻭﺍﻟﺼـ.ـﻮﺭﺍﻳﺦ، ﻓﻬﻨﻴﺌًﺎ ﻟﻚ ﺍﻟﻌﺰ.. ﻫﻨﻴﺌًﺎ ﻟﻚ ﺟﻨﺎﻥ ﺍﻟﺨﻠﺪ
ﻭﺩﺍﻋًﺎ ﻳﺎ ﺯﻭﺟﻲ..
ﻭﺩﺍﻋًﺎ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ..
ﻭﺩﺍﻋًﺎ ﻓﻘﺪ ﺑﺬﺭﺕ ﻓﻲَّ ﺑﺬﺭﺓ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻟﺪًﺍ ﻓﻤﺤﻤﺪﺍً.. ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻨﺘﺎً ﻓﺸﻬﺎﺩﺓ..
ﻭﺩﺍﻋًﺎ ﻭﺃﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺠﻤﻌﻨﻲ ﺑﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ
ﺯﻭﺟﺘﻚ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﺔ..
