أوبك: العالم إستثمر أكثر من 9,5 تريليون دولار في التحول الطاقي خلال العقدين الماضيين

كشف الأمين العام لـ “أوبك” هيثم الغيص، أن وكالة الطاقة الدولية تتوقع أن الطلب على المعادن الهامة سيتضاعف أربعة أضعاف بحلول عام 2040. وهذه وتيرة نمو لم يسبق لها مثيل في التاريخ.

وقال الغيض في مقال نشره عبر الموقع الرسمي لمنظمة “أوبك”، أن مسارات الطاقة المستدامة هي أمر حيوي للشعوب في جميع أنحاء العالم. وأن الأطروحات التي تقول أن المعادن الهامة ستوفر مستقبلا للعالم يعتمد على الطاقة المتجددة فقط  غير كاملة.

مضيفا، أن المنظمة تؤمن بتعدد مسارات الطاقة المستقبلية للدول والشعوب في جميع أنحاء العالم، منوها على أهمية أن ينظر العالم إلى هذا الأمر بواقعية. مشيرا إلى أن المعادن مثل النحاس والكوبالت والسيليكون والنيكل والليثيوم والغرافيت والمعادن النادرة تدعم تطوير مصادر الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية.

وأوضح الأمين العام لـ”أوبك” أن الغرض من تسليط الضوء على هذه المسألة لا ينبغي أن يفسر بأي حال من الأحوال على أنه انتقاص. من الأهمية التي توليها أوبك لمصادر الطاقة المتجددة والكهربة في مستقبل الطاقة.

مشيرا إلى أن الدول الأعضاء في منظمة “أوبك” تستثمر بكثافة في مصادر الطاقة المتجددة. وفي جميع مراحل سلاسل التوريد الخاصة بها بل وتشارك أيضا في تطوير المركبات الكهربائية.

وكشف الغيص، أنه بحلول  2040 سيرتفع الطلب على النحاس بنسبة 50 في المئة وسيتضاعف تقريبا الطلب على المعادن النادرة. وسيرتفع الطلب على الكوبالت بأكثر من الضعف وسيقترب الطلب على النيكل إلى ثلاثة أضعاف.

وسينمو الطلب على الغرافيت أربع مرات تقريبا. كما سيشهد الليثيوم زيادة في الطلب عليه بمقدار تسعة أضعاف تقريبا وله دروا هاما في صناعة البطاريات.

وقال الغيص، أنه سيتطلب بناء العديد من المناجم الجديدة، حيث سيحتاج العالم بحلول عام 2030 بناء 50 منجما جديدا لليثيوم. و60 منجما جديدا للنيكل و17 منجما جديدا للكوبالت. كما أن مشاريع مثل هذه الأنواع من السلع تتطلب فترات زمنية طويلة لتطويرها، خاصة في الفترة ما بين الاكتشاف وبدء الإنتاج.

 الغيص.. هكذا يتم تطوير المعادن المهمة

أوضح الغيص أن تطوير المعادن المهمة يتضمن أنشطة استخراج ومعالجة صعبة، مما يبين شدة العالم الذي سيتعمد عليها.

مشيرا أن السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح وألواح الطاقة الشمسية والشبكات الكهربائية الحديثة جميعها تعتمد بشكل كبير على المعادن الثمينة.

وأوضح الأمين العام لأوبك أن السيارة الكهربائية تحتوي على نحو 200 كيلوغرام من المعادن وعلى النقيض من ذلك تستخدم السيارة التقليدية فقط 34 كيلوغرام. كما يتطلب إنتاج ميغاواط واحد من الكهرباء من توربينات الرياح البحرية نحو 15 طنًا من المعادن و7 أطنان لإنتاج ميغاواط واحد من الطاقة الشمسية.

ويحتاج الغاز الطبيعي إلى ما يزيد قليلًا عن طن واحد. وتعدين المعادن الهامة يعد نشاطا يستهلك كميات هائلة من الطاقة  ويعتمد على الهيدروكربون ولا يوجد أي بديل أخر.

ونوه الغيض، إلى أن إستخدام الفحم والغاز أمرا ضروريا لتكرير المعادن من خلال العمليات الحرارية والكيميائية المختلفة.

وقال الغيص إنه يمكن أن تشهد أنشطة التعدين زيادة بأكثر من خمسة أضعاف بحلول منتصف القرن الحالي. ومن المتوقع أن تكون الحاجة إلى بنية تحتية من أجل بناء شبكات كهرباء جديدة، مثل خطوط الكهرباء والمحولات،.

مشيرا إلى أن العالم  إستثمر أكثر من 5ر9 تريليون دولار في التحول الطاقي على مدى العقدين الماضيين. ومع ذلك لا تزال طاقة الرياح والطاقة الشمسية توفران أقل من 4 في المئة فقط من أجمالي الطاقة حول العالم.

في الوقت الذي يصل فيه انتشار السيارات الكهربائية حول العالم ما بين نسبة 2 إلى 3 في المئة فقط.  وذكر الغيص أن “بلومبرغ” في تقريرها الجديد “أفاق الطاقة الجديدة” أشارت إلى أن سيناريو الحياد الصفري سيكلف 250 تريليون دولار بحلول عام 2050.

وقال أن العديد من صناع السياسات بدأوا بالانتباه إلى المتطلبات الهائلة للمعادن في سيناريوهات الحياد الصفري. كما بدأوا بطرح العديد من الأسئلة حول مدى سهولة زيادة إنتاج المعادن الهامة بالشكل المطلوب والمستدام. حيث أن نسبة زيادة الاستثمارات العالمية لعام 2023 انخفضت عما كانت عليها في عام 2022.

Exit mobile version